يمر الطفل في مراحل حياته إلى الكثير من المؤثرات التي قد تقوده إلى مجموعة من التغيرات في شخصيته والتي قد تؤثر على علاقاته الإجتماعية، كما يعد اضطراب الصمت الإنتقائي أحد الإضطرابات السلوكية التي تعيق الطفل عن ممارسة حياته الطبيعية والتكيف مع المحيط الذي يعيش فيه كما يعد الصمت الإنتقائي نوع من أنواع الإضطرابات التي تصيب الطفل وتجعله غير قادر على التحدث والتواصل مع حوله ويرفض الحديث مع أي شخص خارج نطاق الأسرة بل أنه قد يتجنب الحديث مع بعض الأفراد داخل الأسرة ذاتها في بعض الأحيان وقد يميل الطفل إلى الإنطواء.

أعراض الصمت الإنتقائي:

الإمتناع عن المشاركة في المحادثات والمناقشات في بعض الحالات.

الشعور بالتوتر أو القلق عند التفكير في الحديث في مواقف معينة.

الشعور بالإحراج أو عدم اليقين عند الإضطرار للتحدث في العلن.

الشعور بالعزلة الإجتماعية أو الإنفصال عن الآخرين.

تجنب الأنشطة الإجتماعية أو الإجتماعات التي قد تتطلب المشاركة الكلامية.

الشعور بالإرهاق أو الإكتئاب نتيجة للضغط الإجتماعي المرتبط بالتحدث في العلن.

الصعوبات المصاحبة للصمت الإنتقائي عند الأطفال:

-ضعف التواصل اللفظي:قد يتسبب الصمت الإنتقائي في تأخر في تطوير مهارات الكلام والتواصل اللفظي لدى الأطفال، مما قد يؤثر على قدرتهم على التعبير عن إحتياجاتهم ومشاعرهم.

-تأثير على التفاعل الإجتماعي: قد يعاني الأطفال المصابون بالصمت الإنتقائي من صعوبة في التفاعل مع الأقران وبناء الصداقات، مما يمكن أن يؤثر على نموهم الإجتماعي والعاطفي.

-تأثير على الآداء الأكاديمي: قد يؤثر الصمت الإنتقائي على قدرة الطفل على المشاركة في الفصول الدراسية والتفاعل نع المعلمين والزملاء، مما قد يؤثر على أدائهم الأكاديمي.

-تأثير على تنمية الشخصية: قد يعاني الأطفال المصابون بالصمت الإنتقائي من انخفاض في مستوى الثقة بالنفس والشعور بالعزلة، مما قد يؤثر على تطورهم الشخصي والعاطفي.

-تأثير على العلاقات الأسرية: قد يشعر الأهل بالقلق والضغط النفسي نتيجة لعدم قدرة طفلهم على التواصل بشكل صحيح،مما يمكن أن يؤثر على علاقتهم معه.

كيفية التعامل مع الأشخاص المصابين باضطراب الصمت الإنتقائي:

الدعم العائلي: يجب على الأهل تقديم الدعم العاطفي والشجاعة للطفل المصاب بالصمت الإنتقائي، وتشجيعه على التحدث والتعبير عن مشاعره.

التوجيه الإيجابي: يمكن استخدام التوجيه الإيجابي وتقنيات التشجيع لتحفيز الطفل على التحدث والمشاركة في المواقف الإجتماعية.

التدخل العلاجي: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري اللجوء إلى المساعدة العلاجية المتخصصة مثل العلاج النفسي أو العلاج السلوكي المعرفي لمساعدة الطفل في تطوير مهارات التواصل.

ماهو دور المدرسة في المساهمة في علاج اضطراب الصمت الإنتقائي:

بما أن المدرسة هي المكان الثاني بعد المنزل الذي يقضي فيه الطفل معظم وقته لذا يجب الأخذ بعين الإعتبار كيف سيكون وقع ذلك على الطفل وكيف سيتم التعامل معه من قبل زملائه والمدرسين، في البداية من المهم أن تفهم الهيئة التدريسية ما هو الصمت الإنتقائي لدى الأطفال حتى لا يفسر سكوت الطفل بطريقة خاطئة على أنه نوع من أنواع العناد وعدم الإلتزام، ويأتي ذلك عن طريق اطلاع المعلمين على أعراضه والمهارات والطرق التي يجب اتباعها مع الأطفال المصابين به و إخضاعهم لتدريب من نوع معين.

أهمية الدعم  النفسي للأطفال المصابين باضطراب الصمت الإنتقائي:

للدعم النفسي أهمية كبيرة لدى الأطفال المصابين باضطراب الصمت الإنتقائي ومنها:

تقليل القلق: الدعم النفسي يساعد الأطفال على تخفيف مستويات القلق التي يعانون منها في المواقف الإجتماعية.

تعزيز الثقة بالنفس: من خلال الدعم النفسي، يمكن مساعدة الأطفال على بناء ثقتهم في أنفسهم وفي قدراتهم على التواصل.

تحسين المهارات الإجتماعية: الدعم النفسي يوفر للأطفال فرصا لممارسة التفاعل الإجتماعي في بيئة آمنة وداعمة،مما يعزز مهاراتهم في التواصل والتفاعل مع الآخرين.

تقديم بيئة داعمة: من خلال الدعم النفسي، يمكن توفير بيئة داعمة حيث يشعر الأطفال بالأمان للتعبير عن أنفسهم دون خوف من الحكم أو النقد.

مساعدة الأسرة: الدعم النفسي يمكن أن يشمل تدريب الأهل وتقديم الإرشادات حول كيفية دعم أطفالهم والتعامل مع التحديات المرتبطة بالصمت الإنتقائي.