يعاني العديد من الأطفال المصابين بالتوحد من صعوبات في تنظيم المعلومات الحسية التي تصلهم من البيئة المحيطة مما يجعل العالم من حولهم يبدو مزدحمًا، صاخبًا، بل ومربكًا أحيانًا. الأصوات المرتفعة، الأضواء الساطعة، أو حتى ملمس بعض الملابس قد تسبب لهم توترًا أو إزعاجًا شديدًا.

كيف يعمل هذا العلاج؟
يبدأ العلاج بتقييم دقيق لفهم نمط معالجة الطفل للمحفزات الحسية. ومن أشهر هذه الأنماط:
Sensory Seeking (البحث الحسي): الطفل يبحث باستمرار عن الحركة أو الأصوات أو اللمس ليحصل على الإحساس الذي يحتاجه، مثل القفز، الدوران، أو لمس الأشياء.
Low Registration (الاستجابة الحسية المنخفضة): الطفل لا يلاحظ بسهولة المحفزات من حوله، وقد يبدو غير منتبه أو بطيء في الاستجابة.
Sensory Sensitivity (الحساسية للمؤثرات): الطفل يلاحظ المحفزات الحسية بسرعة لكنه يتضايق منها، مثل الانزعاج من الأصوات العالية أو الملابس الضيقة.
Sensory Avoiding (تجنب الاحساس): الطفل يتجنب المواقف أو الأنشطة التي تحتوي على محفزات قوية، وقد ينسحب أو يغضب إذا تعرض لها.

بعد تحديد نوع المشكلة، تُصمَّم الأنشطة العلاجية لتحفيز مناطق محددة في الجهاز العصبي، مثل:
الجهاز الدهليزي (المسؤول عن التوازن).
نظام الحس العميق (proprioception) الذي يساعد الطفل على إدراك جسمه في الفراغ.
النظام اللمسي لتحسين تقبّل اللمس والتفاعل معه.

وتُنفّذ الأنشطة بطرق ممتعة وآمنة، مثل:
اللعب بالمعجون أو الرمال لتنشيط الحاسة اللمسية.
الأرجحة أو القفز لتحفيز جهاز التوازن.
تمارين الضغط والشد: مثل اللفّ ببطانية ثقيلة أو استخدام أدوات مقاومة، لدعم الإدراك الحسي العميق وزيادة الشعور بجسم الطفل في الفراغ

هذه الطرق لا تُشعر الطفل بالاستمتاع فحسب، بل تعيد تدريب دماغه على فهم العالم من حوله بسلاسة أكبر!

رغم النتائج الواعدة، لا يزال هذا العلاج بحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتطبيقات الشخصية لكل حالة. لكن الشيء المؤكد هو أن كل تقدم صغير يُحدث فرقاً كبيراً