في السنوات الاخيرة تم الاهتمام في التدخل العلاجي المبكر للاطفال دون سن السادسة من العمر لما له من احداث فرق كبير وتطور في مجالات النمو للطفل (العناية بالذات، الحركي ، الاجتماعي، المعرفي، التواصلي) لذلك يبدي الاباء والامهات اهتماما خاصا بتطور النطق والحصيلة اللغوية لطفلهم خلال السنوات الأولى من العمر لما تبديه من مؤشرات التطور السليمة، وهناك العديد يتسائلون اذا كانت حصيلة الطفل من المفردات وطريقة نطقه تتناسب مع عمره الزمني حسب السلم التطور النمائي ام لا ؟!
ما هو النطق واللغة وما أهميته؟
النطق يعتبر جزءا من مهارات اللغة الشاملة وهو مرتبط بتكوين الاصوات اللفظية بشكل صحيح بينما اللغة هي نظام تواصل ووسيلة اساسية للتواصل والتفاهم التي ينقل بها الإنسان المعنى، فهي تساعد في نقل الافكار والمشاعر والمعلومات بين الافراد والثقافات المختلفة سواء في شكل منطوق أو مكتوب، ويمكن أيضًا نقله من خلال لغات الإشارة.
لقد بلغت أهمية العلاقة بين المحتوى ووسيلة الاتصال الدرجة التي دفعت ببعض المفكرين إلى القول بأن “الوسيلة هي الرسالة ” للدلالة على أهمية الوسيلة (اللغة) في نقل المحتوى (الرسالة) ولتأكيد مفهوم معين أن الطريقة التي تبلغ بها الرسالة لا تقل خطرا عن الرسالة ذاتها.
ما هي مراحل اكتساب النطق واللغة لدى الطفل؟
- التعرف: منذ الولادة، يكون لدى الطفل القدرة على استشعار الاصوات والنغمات المحيطة به، يتمكن من التعرف على صوت امه والتفاعل معها بطرق غير لفظية مثل البكاء والضحك.
- التمثيل الصوتي: يبدأ الطفل بتقليد الاصوات التي يسمعها من حوله.
- اكتساب الفهم اللغوي: يتطور فهم الطفل للغة واستخداماتها، ويتعلم المفردات الجديدة وقواعد اللغة للتواصل بشكل اكثر دقة وفهماً.
- تكوين الكلمات: بعد فترة، يبدأ الطفل بتكوين الكلمات الأولى.
- تطوير الجمل: يتعلم الطفل تكوين الجمل والعبارات باستخدام الكلمات التي تعلمها
- تطوير المهارات اللغوية الاجتماعية: يتعلم الطفل كيفية استخدام اللغة بشكل مناسب لزيادة التفاعل الاجتماعي مع الاخرين.
ما هي العلامات التي تدل على ضرورة استشارة اخصائي النطق واللغة؟
هناك بعض العلامات التي قد تشير إلى احتياج الطفل لزيارة اخصائي نطق ولغة:
- تأخر في التطور اللغوي: يتضمن التعرف على التأخر اللغوي لدى الطفل مراقبة مهارات التواصل لديه ومقارنتها بمراحل النمو النموذجية، حيث يوجد بعض العلامات التي قد تشير إلى تأخر اللغة عند الطفل مثل:
- مفردات محدودة: يمتلك الطفل مفردات أقل من الأطفال الآخرين في نفس عمره ويواجه صعوبة في تعلم كلمات جديدة.
- صعوبة في تكوين الجمل: لديهم صعوبة في تجميع الكلمات معًا لتكوين جمل كاملة أو لديهم هياكل جمل بسيطة جدًا.
- الافتقار إلى التواصل الاجتماعي: قد يواجه الطفل صعوبة في المشاركة في المحادثات أو بدء التفاعلات مع الآخرين الاستجابة بشكل مناسب للإشارات الاجتماعية.
- فهم محدود: قد يواجهون صعوبة في فهم اللغة المنطوقة أو اتباع التعليمات أو الإجابة على الأسئلة.
- أخطاء صوت الكلام: يمكن أن تشير الأخطاء المستمرة في أصوات الكلام خارج النطاق العمري النموذجي إلى تأخر اللغة.
- المعالم المتأخرة: قد تتأخر المعالم التنموية الأخرى المتعلقة بالتواصل، مثل الإيماءات أو الإشارة أو الثرثرة.
- صعوبات في التواصل: إذا واجهت صعوبة في فهم ما يقوله الطفل، أو إذا كان الطفل يظهر صعوبات في التعبير عن احتياجاته ورغباته بشكل واضح.
- استخدام مفرط للحركات غير الكلامية: إذا كان الطفل يعتمد بشكل مفرط على الحركات الجسدية أو الإيماءات للتواصل بدلًا من الكلام.
- تكرار الأخطاء النطقية: إذا استمر الطفل في تكرار أخطاء معينة في النطق بعد مرور فترة من الزمن وعمر مناسب لتحسن هذه المهارات.
- تأثر النطق بصورة واضحة على التواصل اليومي: إذا كانت صعوبات النطق تؤثر بشكل واضح على قدرة الطفل على التواصل اليومي، مثل فهم التعليمات أو مشاركة في الحوارات.
إذا لاحظت وجود أي من هذه العلامات أو لديك أي قلق بشأن تطور النطق واللغة لدى طفلك، فمن الجيد مراجعة اخصائي نطق.
ما هي اضطرابات النطق اللغة؟
اضطرابات النطق تتعلق بالصعوبات في تشكيل الاصوات اللفظية بشكل صحيح في حين تشمل اضطرابات اللغة صعوبات في الفهم او الانتاج اللغوي (تكوين الكلمات والجمل)، مثل:
- اضطرابات النطق: صعوبات في تكوين الاصوات اللفظية بشكل صحيح، مما يؤثر على وضوح الكلام.
- اضطرابات التأخر في الكلام: يعاني الاطفال المصابون بهذا الاضطراب من تأخر في تطور مهارات اللغة بشكل عام، مثل: تكوين الكلمات وتركيب الجمل.
- اضطرابات التواصل: تشمل مجموعة واسعة من الاضطرابات التي تؤثر على القدرة على التواصل بشكل فعال، مثل: اضطراب طيف التوحد.
- قد تكون هذه الاضطرابات ناتجة عن عدة اسباب:
-بالنسبة لاضطرابات النطق تسببها عادة مشاكل في العضلات المستخدمة بالنطق سواء في ضعف هذه العضلات او طريقة استخدامها.
-بالنسبة لاسباب اضطرابات اللغة يمكن ان تكون نتيجة عوامل وراثية، مشاكل في السمع، تأخر التطور اللغوي او العقلي او بيئة لغوية غير مناسبة.
- قد تكون هناك عوامل أخرى تسهم في ظهور اضطرابات النطق واللغة.
علاج النطق واللغة:
يرتبط علاج النطق وعلاج اللغة ارتباطًا وثيقًا ولكن لهما تركيز متميز في مجال اضطرابات التواصل.
يساعد علاج النطق في المقام الأول المشكلات المتعلقة بالكلام مثل نطق الأصوات، والطلاقة ، وجودة طبقة الصوت ، واضطرابات الكلام الحركية (مثل تعذر الأداء وعسر التلفظ)، يعمل معالج النطق على تحسين الوضوح وفعالية التواصل بشكل عام.
من ناحية أخرى، يركز العلاج اللغوي على جوانب أوسع من التواصل بما في ذلك اللغة الاستقبالية (فهم اللغة المنطوقة)، واللغة التعبيرية (استخدام اللغة بفعالية للتعبير عن الأفكار والآراء، تطوير المفردات، بنية الجملة والقواعد)، ومهارات التواصل الاجتماعي.