يعتبر علم تحليل السلوك التطبيقي منهجية شاملة لفهم السلوك والتعامل معه عن طريق تطبيق المبادئ والاستراتيجيات السلوكية المثبتة علمياً، و يرتكز تحليل السلوك التطبيقي على استراتيجيات دقيقة لجمع البيانات وتحليل وظائف السلوك لتحديد الاستراتيجيات والتدخلات الفعالة للتعامل مع السلوك المستهدف.
وقد حقق هذا العلم انتشاراً كبيراً في العقود الماضية حيث أن تحليل السلوك التطبيقي يعتبر من الممارسات المثبتة بالدليل العلمي، وقد حقق فعالية كبيرة مرة تلو مرة في مختلف المجالات ومنها المجالات التعليمية ومن أبرزها دور تحليل السلوك التطبيقي في تحسين حياة الأفراد المشخصين باضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الأخرى،حيث يعمل محللوا السلوك مع الأفراد ليقوموا بتعليم وتحسين مهاراتهم في مختلف المجالات التي تتضمن اللغة والتواصل، المهارات الاجتماعية ومهارات الحياة اليومية والمهارات الأكاديمية وما قبل الأكاديمية.
الممارسات المستندة إلى الأدلة العلمية:
تلك الممارسات التي خضعت للبحث والتدقيق العلمي وأظهرت نتائج فعالة وطويلة المدى ويمكن استخدامها لتحقيق نتنائج مؤكدة .
هدف تحليل السلوك التطبيقي:
يتمحور الهدف الرئيسي لتحليل السلوك التطبيقي حول تحسين جودة حياة الأفراد وزيادة السلوكيات الوظيفية والمرغوبة وتقليل السلوكيات غير المرغوبة وهي السلوكيات تعيق الفرد عن التعلم وممارسة الحياة الطبيعية والتي تؤثر على مهاراته الوظيفية والإجتماعية.
يؤمن محللوا السلوك والمعالجون السلوكيون أن السلوك لا يحدث من تلقاء نفسه وبدون أسباب، بل تتحكم البيئة بشكل مباشر على السلوك الذي يظهره الفرد فإذا ما استطعنا التحكم بالمثيرات القبلية (المثيرات التي تحدث قبل حدوث السلوك) والمثيرات البعدية (المثيرات التي تحدث بعد السلوك) فإنه يمكننا التحكم بالسلوك وضبطه وزيادة السلوكيات المرغوبة والتقليل من السلوكيات غير المرغوبة بل وتشكيل سلوكيات وظيفية جديدة ترفع من جودة حياة الأفراد،
من الجدير بالذكر أن تحليل السلوك التطبيقي يهتم ويأخذ بالاعتبار الفروق الفردية بين الأفراد، فحتى السلوكيات التي قد تبدو للناظرمتشابهة طبوغرافياً (شكليًا) لدى مجموعة من الأفراد قد تكون مختلفة تمامًا من الناحية الوظيفية، حتى المثيرات التي قد تكون معززاً يزيد احتمالة حدوث السلوك لفردٍ ما قد تكون مثير عقابي لفردٍ آخر، من هنا تنبثق أهمية إعداد الخطط الفردية لكل فرد.
ينطوي تحليل السلوك التطبيقي على اجراءات كثيرة تساعد في تعلم المهارات وبناءها أو ايقاف أو تقليل السلوكيات غير المرغوبة ضمنها: التعزيز، الإطفاء، محاولات التدريب المنفصلة، التسلسل والنمذجة وغيرها من البروتكولات التي يستخدمها محللوا ومعالجوا السلوك لتحقيق عملية تعلم فعّالة.
بكلمات أخرى، يمنح تحليل السلوك التطبيقي الأمل ورؤية مختلفة لسلوك الأفراد والأطفال ومن ضمنهم الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد والإضطرابات النمائية الأخرى حيث لم تعد تلك السلوكيات التي تظهر في كثير من الأحيان لغزاً خفياً محيراً بل هي سلوكيات تؤدي وظيفة معينة للفرد فإذا ما استطعنا فهم وظيفة السلوك وضبط البيئة وتعليم الفرد سلوك بديل آمن ومقبول اجتماعياً ومن ثم عززناه ثم قمنا بتعميمه فإن الفرد سيحقق تطوراً ، وهذا ما يختص به تحليل السلوك التطبيقي باختصار